تعدّ لبنان دولةً صغيرة المساحة، تقع على السواحل الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، تحدّها من الشرق والشمال سوريا ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب فلسطين.
لقد كان للموقع الجغرافيّ لدولة لبنان أثرٌ كبيرٌ في تشكيل بنيته السكانيّة، فلبنان من المناطق التي تتميّز باعتدال مناخها وكثرة المياه فيها، لذلك كانت من المناطق المحبب الاستقرار فيها، فعمل أهلها بالتجارة مما ساعد ذلك على تواصل الشعب اللبناني مع غيره من شعوب العالم.
عيد الاستقلالفي الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عامٍ يحتفل الشعب اللبناني بمناسبة الاستقلال، وتعتبر هذه المناسبة مناسبةً وطنيّةً تهم جميع اللبنانيين، على الرغم من أنّ هذه المناسبة هي تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الأولى، التي تمّ انتخابها من قبل الشعب اللبنانيّ، وتجري فعالياتٌ متعددةٌ من عروضٍ عسكريّةٍ وفعالياتٍ ثقافيةٍ وأخرى فلوكلوريّة وكلماتٍ تذكّر اللبنانين بتاريخهم وأمجاد هذا الشعب الذي استطاع أن يبني دولةً تتمتع بحريّة الفكر والثقافة والدينيّة، لقد كانت لبنان منطقة إشعاعٍ فكريّ وثقافيّ متميزٍ، تتميز عن باقي الدول العربية المحيطة بها فكانت مثالاً للعيش المشترك بين جميع فئات الشعب بمختلف معتقداته الدينيّة والفكرية، ويتمتع الشعب اللبناني بحرياتٍ لا يحظى بها شعب في المنطقة فكان يطلق عليها اسم "سويسرا العرب".
خضعت لبنان للاستعمار الفرنسي كغيرها من بلدان الوطن العربيّ، فبعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى وانتصار الحلفاء في هذه الحرب اعتبرت جميع أراضي الدولة العثمانيّة -والتي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا- أراضي دولةٍ مهزومةٍ، فتمّ تقسيم أراضيها بين الدولتين الرئيسيّتين في هذه الحرب وهي فرنسا وبريطانيا بموجب اتفاقياتٍ، وكان مصير الدولة اللبنانية أن تخضع للاستعمار الفرنسيّ.
لقد كان لطبيعة التركيب السكاني في دولة لبنان دورٌ في رسم معالم تاريخية لها، حيث إنّ أغلب سكانها مسيحيّون فاستغلت حكومة الانتداب الفرنسي هذه الخاصية بحجة حماية حقوق المسيحيين، فحاولت فصل الدولة اللبنانية عن محيطها العربي، إلا أنّ وعي الشعب اللبناني حال دون ذلك.
لقد كانت أول مطالبةٍ باستقلال لبنان في عام 1941م إذ اجتمع عددٌ من ضباط الجيش اللبناني ووقّعوا بينهم ميثاق شرفٍ تعهدوا فيه بعدم استئناف مهامهم العسكرية إلا بعد الحصول على وعدٍ من السلطات الفرنسيّة بمنح لبنان استقلاله، واستجاب الجنرال ديغول لطلبهم ووعد بمنح لبنان استقلاله، وفي عام 1941 م جرت أول انتخاباتٍ نيابيةٍ لبنانيةٍ فتمّ انتخاب رئيسٍ للجمهورية.وقد عمدت الحكومة الجديدة على تعديل الدستور اللبنانيّ، مما أغضب حكومة فرنسا، فاعتقلت رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة وأمام الضغوط الشعبية للشعب اللبناني تمّ إطلاق سراح الزعماء الاثنين، وبتاريخ 13 ديسمبر من عام 1946 تمّ انسحاب الجيوش الفرنسيّة من أرض لبنان فاكتمل الاستقلال وجرت العادة على احتفالٍ بعيد الاستقلال في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني تخليداً لذكرى التضحيات التي قدمتها الحكومة اللبنانية الأولى.
المقالات المتعلقة بعيد الاستقلال في لبنان